أهالي درعا يتحدّون النظام وينظّمون تظاهرات في ذكرى الثورة

أهالي درعا يتحدّون النظام وينظّمون تظاهرات في ذكرى الثورة

18 مارس 2022
مظاهرات درعا اليوم (فيسبوك)
+ الخط -

شهدت محافظة درعا، جنوبي سورية، الخاضعة لسيطرة قوات النظام بشكل كامل، خروج عدة تظاهرات اليوم الجمعة بمناسبة ذكرى الثورة السورية، للتأكيد على استمرار المطالبة بإسقاط النظام، والمضي في التظاهر حتى تحقيق أهداف الثورة التي اندلعت عام 2011، وخرج من أجلها السوريون آنذاك.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن عشرات المدنيين تظاهروا بعد صلاة الجمعة قرب الجامع العمري الأثري في منطقة درعا البلد، وهتفوا بإسقاط النظام والمضي في الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها بالوصول إلى دولة ديمقراطية حرة وإطلاق سراح جميع المعتقلين.

وأضاف أن المتظاهرين أدّوا صلاة الغائب على "شهداء الثورة"، كما أعربوا عن تضامنهم مع مدينة جاسم الواقعة بريف المحافظة، والتي شهدت أخيراً حملة مداهمات من قبل قوات النظام بحثاً عن مطلوبين، وإطلاق نار من قبل نقاط التفتيش المحيطة بمنازلها.

كما أشار إلى خروج تظاهرتين في مدينة بصرى الشام شرقي المحافظة، وبلدة طفس في ريفها الغربي، رُفِعت خلالهما رايات الثورة السورية ولافتات كتبت عليها عبارات مناهضة للنظام.

وجاءت هذه التظاهرات بمناسبة اليوم الذي يعتبره كثير من السوريين تاريخ انطلاق أول شرارة للثورة، وهو اليوم الذي شهدت فيه محافظة درعا عام 2011 مظاهرات عارمة، قتل خلالها أول شابين من أبناء المحافظة على يد قوات النظام الأمنية.

وبالتزامن مع هذا الحراك، شهدت أرياف محافظات إدلب وحلب ودير الزور تظاهرات مماثلة، أكّد فيها آلاف المتظاهرين على استمرار الثورة حتى إسقاط النظام، وتحقيق العدالة لجميع السوريين وإطلاق سراح المعتقلين.

وأدى انتهاج النظام السوري القمع والحل العسكري الأمني في مواجهة التظاهرات منذ اندلاع الثورة إلى مقتل وجرح وتهجير الملايين. وبحسب أحدث تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد قتل 200367 بينهم 22941 طفلاً، و11952 امرأة على يد قوات النظام السوري منذ 15 آذار/ مارس 2011 وحتى اليوم، فيما قتلت القوات الروسية 6928 بينهم 2042 طفلاً، و977 امرأة.

وتعتبر درعا مهد الثورة السورية، وقد سيطرت المعارضة المسلحة على معظم أرجائها منذ نهاية عام 2011 بعد دحر قوات النظام عنها. لكن الظروف الدولية والتدخل الروسي إلى جانب النظام بدّلت خرائط السيطرة، لا سيما بعد حملة شرسة قادها الروس والنظام ضد المحافظة مطلع عام 2018 باستخدام شتى أنواع الأسلحة، ما جعل المعارضة ترضى باتفاق التسوية في صيف العام ذاته تحت إشراف روسي، فتقرر سحب السلاح الثقيل وحلّ الفصائل وإبقاء السلاح الخفيف مع العناصر.

وبعد ذلك، التفّ النظام على الاتفاق مرات عدة، وحاول الضغط على من تبقّوا من عناصر المعارضة المسلحة بهدف تهجيرهم مع ذويهم إلى شمال البلاد. ثم جاءت الحملة الأخيرة من النظام والروس في خريف العام الماضي، والتي انتهت بتسوية جديدة، أيضاً يسعى النظام والروس للإفلات من بنودها، ونشر الفوضى والاغتيالات لإجبار أبناء المحافظة على الرضوخ.

المساهمون