بكين ترفض "أي انتقاد أو ضغط" بشأن علاقتها بموسكو بعد تحذير واشنطن

بكين ترفض "أي انتقاد أو ضغط" بشأن علاقتها بموسكو بعد تحذير واشنطن

10 ابريل 2024
شاشة خارجية تظهر لقاء لافروف والرئيس الصيني (يمين) ببكين، 9 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

أكّدت الصين، اليوم الأربعاء، رفضها "أي انتقاد أو ضغط" بشأن علاقتها بروسيا، بعدما حذّرت واشنطن من أنّها ستحمّل بكين المسؤولية في حال حققت موسكو مكاسب ميدانية في حربها على أوكرانيا. وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي، كرت كامبل، الثلاثاء، بأنّ واشنطن "لن تجلس مكتوفة الأيدي وتقول إنّ كل شيء على ما يرام" بعدما جدّدت بكين تعهّدها التعاون مع موسكو خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

ورداً على ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "يحق للصين وموسكو الانخراط في تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي"، مضيفة: "يجب عدم التدخل في تعاون كهذا. ولا تقبل الصين كذلك أي انتقاد أو ضغط". وكثّف البلدان اتصالاتهما في السنوات الأخيرة، وعززا شراكتهما الاستراتيجية منذ غزت موسكو أوكرانيا المجاورة. ويفيد محللون بأنّ الصين تعد الطرف الأقوى في العلاقة مع روسيا، إذ يزداد نفوذها عليها، مع تعمّق "عزلة" موسكو في الساحة الدولية في ظلّ تواصل الحرب.

وتعهّدت روسيا والصين، الثلاثاء، تعزيز تعاونهما الاستراتيجي، فيما عقد لافروف محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ووزير الخارجية وانغ يي. وقال شي لوزير الخارجية الروسي إنّ الصين تولي "أهمية بالغة" للعلاقات مع موسكو و"تقف مستعدة، مع روسيا، لتعزيز الاتصالات الثنائية وتعزيز التنسيق الاستراتيجي متعدد الأطراف"، وفق ما ذكرته محطة "سي سي تي في" التلفزيونية الصينية الرسمية. واتفق شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المحافظة على "التواصل الوثيق" لضمان تنمية علاقاتهما بشكل ثابت، وفق ما جاء في نص للحديث.

دعم غير مباشر للحرب في أوكرانيا

وبينما تؤكّد الصين أنّها طرف محايد في النزاع الأوكراني، تعرّضت لانتقادات لرفضها إدانة موسكو إثر هجومها ودعمها غير المباشر لمجهود الحرب عبر مواصلتها التجارة مع روسيا. وكثّف المسؤولون الأميركيون تحذيراتهم أخيراً لبكين من تقديم دعم غير مباشر للجهد الحربي الروسي.

وأفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصحافيين، في بروكسل الأسبوع الماضي، بأنّ "الصين ستواصل تقديم معدات لدعم القاعدة الصناعية الدفاعية في روسيا". من جانبها، أكّدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين التي اختتمت زيارة إلى الصين الاثنين أنها حذّرت المسؤولين من تداعيات دعم شراء روسيا معدات عسكرية.

وقال كامبل، الثلاثاء: "أبلغنا الصين مباشرة أنّه في حال تواصل ذلك، فسيؤثر على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين". وقال أمام اللجنة الوطنية المعنية بالعلاقات الأميركية الصينية: "سننظر إلى الأمر على أنّه ليس مجرّد مجموعة من الأنشطة الروسية المنفردة، بل مجموعة من الأنشطة المترابطة التي تدعمها الصين وكوريا الشمالية أيضا. يتناقض ذلك مع مصالحنا".

وشددت بكين، الأربعاء، على أنّها "لطالما لعبت دورا بنّاء" في السعي إلى حل للحرب في أوكرانيا. وقالت ماو: "إذا كانت أي دولة مهتمة حقا بالسلام في أوكرانيا وتأمل انتهاء الأزمة سريعاً، فعليها أولا التعمّق في جذور الأزمة".

ومع تعزيز موسكو هجومها على أوكرانيا وسط مأزق في الكونغرس الأميركي بشأن إقرار المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حذّر كامبل من أنّ المكاسب الروسية على الأرض يمكن أن "تغيّر ميزان القوى في أوروبا بطرق تُعتبر بصراحة غير مقبولة". وقال: "لقد أبلغنا الصين مباشرة أنّه إذا استمر ذلك فسيكون له تأثير على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين". وكان كامبل يرد على سؤال حول زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الصين الثلاثاء، حيث أبلغه الرئيس شي جين بينغ استعداد بكين لتعزيز التنسيق.

وروى كامبل أنّ إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت المسؤولين الصينيين مسبقاً بمعلومات استخبارية تشير إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022. وقال: "لست متأكّداً من أنهم صدقونا تماماً، أو ربما اعتقدوا أنّه سيكون شيئاً أصغر وليس تحركاً ودفعاً شاملين". وأضاف أنّ الصين اعتراها القلق لرؤية النكسات المبكرة لروسيا وعملت على إعادة بناء "مجموعة متنوعة من القدرات" لموسكو. وتابع: "في البداية، كان هذا مسعى دفاعياً. لم يرغبوا برؤية تغيير في النظام". لكن بعد أكثر من عامين، أردف كامبل: "أُعيد تجهيز روسيا بالكامل تقريباً، وهي تشكل الآن تهديداً كبيراً في هجومها على أوكرانيا (و) المنطقة المجاورة".

وهدّدت الولايات المتحدة مراراً بفرض عقوبات، إذا اتخذت الصين المزيد من الإجراءات الجوهرية لدعم روسيا. ويقول مسؤولون أميركيون إنّ روسيا تحولت بشكل متزايد للحصول على الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران، وكلتاهما تخضع لعقوبات شديدة، لدعم حربها في أوكرانيا.

(فرانس برس)