سورية: عودة الاغتيالات إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني"

سورية: عودة الاغتيالات لمناطق "الجيش الوطني" والنظام يفشل في محاولة تقدم جنوب إدلب

15 ابريل 2021
مدينة الباب تعود إلى حالة الفلتان الأمني (فرانس برس)
+ الخط -

قُتل ضابطٌ برتبة ملازم أول، بالإضافة إلى عنصرٍ، وهما يعملان في "الشرطة المدنية" التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة"، اليوم الخميس، في عمليتي اغتيال منفصلتين، إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل أشخاصٍ مجهولين بالقرب من مدينة الباب، ضمن منطقة "درع الفرات"، شرق محافظة حلب.

من جهة أخرى، حاولت قوات النظام السوري، مدعومةً بعناصر من مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، التقدم باتجاه نقاط مجموعات غرفة عمليات "الفتح المبين"، التابعة للمعارضة السورية، والعاملة في منطقة إدلب وما حولها. وأدت المحاولة لوقوع قتلى وجرحى من عناصر النظام ومليشياته، دون إحراز أي تقدم يذكر.

وقال الناشط الإعلامي وعضو "المركز الإعلامي العام" أحمد إسلام إن مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار، صباح اليوم الخميس، على الملازم أول خالد الخطيب، العامل في الشرطة المدينة، على مدخل مدينة الباب، أثناء توجهه من مكان سكنه في مدينة مارع، إلى عمله في مخفر مدينة الباب، شرق المحافظة، ما أدى لمقتله على الفور عقب إطلاق النار عليه، وأشار إلى أن الذين نفذوا عملية الاغتيال لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.

وأضاف إسلام لـ"العربي الجديد"، أنه وبعد الاغتيال بساعة واحدة، عثر الأهالي على جثمان الشرطي جمعة العكون، العامل في الشرطة المدنية، مقتولاً بعدة طلقات من قبل أشخاص مجهولين، وكانت جثته مُلقاةً على حافة طريق فرعي بالقرب من مفرق سوسيان داخل مدينة الباب، شرق حلب.

وأكد إسلام أن العكون كان متجهاً من مكان سكنه في بلدة تادف، شرق حلب، إلى مخفر مدينة عفرين الذي يعمل فيه، شمال المدينة.

وكان الأهالي قد عثروا، مساء أمس الأربعاء، على جثة شاب مجهول الهوية في العقد الثاني من العمر مقتولاً بعدة طلقات ومرمياً على حافة طريق بلدة حزوان القريبة من مدينة الباب في منطقة "درع الفرات"، شرق حلب.

كما انفجرت عبوة ناسفة ألصقها مجهولون داخل سيارة شحن وسط مدينة الباب، ما أدى لإصابة مدنيين اثنين، أحدهما بحالة خطرة، ولاندلاع حريق ضخم ناتج عن الانفجار، سارعت فرق الدفاع المدني لإخماده وانتشال الجرحى ونقلهم إلى المشافي القريبة.

وأكد إسلام أن عنصرين من القوات المقاتلة العاملة في "الجيش الوطني" المعارض قُتلا، مساء أمس الأربعاء، وأُصيب ثلاثة آخرون، بينهم من أصيب بجروح خطرة، إثر إلقاء قنابل يدوية من قبل مجهولين على مقر عسكري لهم في منطقة بلبل بالقرب من مدينة عفرين ضمن منطقة "غصن الزيتون"، شمال حلب.

وعادت مدينة الباب تحديداً، والمناطق التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني"، شمال شرق حلب، إلى حالة الفلتان الأمني، بعد تراجع ملحوظ في وتيرة عمليات الاغتيال لأكثر من شهرين، سبقتها عشرات العمليات من خلال تفجير سيارات مفخخة ضمن الأسواق الشعبية والتجمعات السكنية، التي أدت لمقتل وجرح العشرات من المدنيين.

كما شهدت مدينة الباب عمليات اغتيال طاولت نشطاء إعلاميين وصحافيين وعناصر وقادة من الجيش الوطني، حمل الأهالي والنشطاء إثرها الجيش الوطني والسلطات التنفيذية مسؤولية ضبط الفلتان الأمني، الذي لا يزال مسيطراً حتى اللحظة.

من جهة أخرى، حاولت قوات النظام، مدعومة بعناصر من مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، المدعومة من روسيا، فجر اليوم الخميس، التقدم باتجاه نقاط عسكرية لمجموعات تتبع لغرفة عمليات "الفتح المبين" المشكلة من فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"، و"هيئة تحرير الشام"، و"جيش العزة"، على جبهة الفطيرة ضمن منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، دون إحراز أي تقدم يذكر بعد ساعتين من استمرار المحاولة.

وأكدت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، أن عنصرين من "الفرقة 25 مهام خاصة" قُتلا خلال المحاولة، بالإضافة لمقتل عنصر وإصابة آخر من مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، وذلك إثر استهدافهم بالمدفعية الثقيلة، بعد رصدهم وهم يحاولون التسلل إلى الأراضي الزراعية المتاخمة لبلدة الفطيرة، جنوب المحافظة.

وتواصل قوات النظام خروقاتها اليومية من خلال قصفها بالمدفعية الثقيلة والصواريخ قرى وبلدات سفوهن، والفطيرة، والبارة، وكفرعويد، والرويحة، وبينين، وبليون، والزيارة، والمشيك، والعنكاوي، غربي حماة، وجنوبي إدلب. وكل هذه البلدات والقرى تقع ضمن ما يعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.

المساهمون