مجلس الأمن الدولي وحلف الأطلسي يستنفران بعد الغزو الروسي لأوكرانيا

مجلس الأمن الدولي وحلف الأطلسي يستنفران بعد الغزو الروسي لأوكرانيا

24 فبراير 2022
مجلس الأمن أدان الهجوم الروسي على أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحرب على أوكرانيا، اليوم الخميس، استنفرت المجالس الدولية والأممية، وفيما توعد بعضها بالتحرك واتخاذ الإجراءات لمحاسبة الكرملين، وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، نداء إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب "باسم الإنسانية".

وقال غوتيريس بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا: "الرئيس بوتين، باسم الإنسانية، أعد قواتك إلى روسيا".

وتابع "لقد سادت شائعات ومؤشرات طيلة اليوم مفادها أن هناك هجوماً وشيكاً على أوكرانيا. وفي الماضي القريب شهدنا حالات وشائعات ومؤشرات مشابهة وأنا لم أصدقها قط، إيماناً مني بأن ما من شيء خطير كان ليحصل، ولكن كنت مخطئاً".

واستطرد قائلاً "ولو صدقت الأنباء بأن عملية عسكرية تعد لها العدة فإنني أود أن أقول من صميم قلبي للرئيس بوتين: أوقف قواتك عن الهجوم على أوكرانيا أعط للسلام فرصة لقد مات الكثيرون".

اجتماع طارئ لسفراء حلف شمال الأطلسي

بدوره، ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بالهجوم الروسي "الطائش وغير المبرر" على أوكرانيا، قائلاً إن أعضاء الحلف سيجتمعون لبحث التعامل مع عواقب "الأعمال العدوانية"‭.

وأضاف في بيان: "مرة أخرى، وبالرغم من تحذيراتنا المتكررة وجهودنا التي تبذل بلا كلل للانخراط في الدبلوماسية، اختارت روسيا طريق العدوان على دولة ذات سيادة ومستقلة".

وارسو تطالب بتفعيل المادة 4 من معاهدة الناتو

من جهتها، طلبت بولندا، اليوم الخميس، من حلف شمال الأطلسي (ناتو) تفعيل المادة 4 التي تدعو إلى إجراء مشاورات طارئة في حالة تهديد إحدى الدول الأعضاء بعدما شنت روسيا هجوما على أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر، إن سفير بولندا في بروكسل حيث مقر الناتو "قدم طلباً في هذا الشأن إلى الأمين العام للحلف مع مجموعة من الحلفاء".

وأوكرانيا ليست عضواً في الحلف الأطلسي لكن الحلف أدان مراراً اعتداءات روسيا على كييف.
 

الاتحاد الأوروبي يتوعد بـ"محاسبة" الكرملين

وكذلك، استنكرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، هجوم روسيا غير المبرر على أوكرانيا، مشددة على تحميل الكرملين المسؤولية.

وكتبت في تغريدة "ندين بشدة هجوم روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا. في هذه الساعات العصيبة القاتمة نتضامن مع أوكرانيا ونسائها ورجالها واطفالها الأبرياء في وجه هذا الهجوم غير المبرر"، متوعدة بـ"محاسبة الكرملين" بعدما باشرت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا خلال الليل.

بدوره، أعلن مجلس أوروبا عقد اجتماع استثنائي، اليوم الخميس، لبحث هجوم روسيا على أوكرانيا.

 

وأدان بشدة غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي العملية العسكرية التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا فجر الخميس، واعتبروها تشكل "ازدراء للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة".

جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي عقدت في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، وذلك بناء على طلب من أوكرانيا.

وخلال عقد الجلسة وصلت أنباء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وفي مداخلتها أمام مجلس الأمن، قالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، "لقد طلبت، في وقت سابق من اليوم، ما يسمى بسلطات دونيتسك ولوغانسك، المساعدات العسكرية من الاتحاد الروسي. كما أعلنت السلطات الأوكرانية عن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد بما فيها حشد القوات الاحتياطية".

وأضافت "بلغتنا تقارير مقلقة عن استهداف متكرر للبنية التحية، وتفيد مصادر إعلام مختلفة بحدوث تعزيزات عسكرية وقوافل عسكرية تتوجه لأوكرانيا، ويقال إن الاتحاد الروسي أغلق مجاله الجوي للطائرات المدنية على الحدود مع أوكرانيا".

واستدركت قائلة "لا يمكن للأمم المتحدة التأكد من صحة هذه التقارير، ولكن إن صحت فإنها خطيرة"، مشيرة إلى أن "السلطات الأوكرانية أبلغت عن هجوم سيبراني يستهدف العديد من الولايات والمؤسسات المالية".

وقالت: "نناشد الجميع باللجوء إلى الحوار ووقف التصعيد".

مشروع قرار أميركي يدين روسيا

وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد في إفادتها خلال الجلسة: "بينما نجتمع هنا في هذا المجلس سعيا لتحقيق السلام، قام بوتين بشن الحرب، وذلك في ازدراء كامل لهذا المجلس".

وأضافت: "سوف نطرح غداً عليكم مشروع قرار وسوف يحاسب العالم روسيا.. إن هذا الهجوم هو في حقيقته هجوم على كل دولة عضو في الأمم المتحدة وأيضاً على كل دولة عضو في هذا المجلس".

وأوضح مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، لوكالة "فرانس برس"، أنه يتوقع التصويت على النص من حيث المبدأ الجمعة. 

وتابعت: "ما قلنا إنه سيحدث قد تحقق ليراه العالم كله. هذه لحظة محفوفة بالمخاطر ونحن مجتمعون هنا لسبب واحد فقط وهو مطالبة روسيا بالتوقف وأن تعود إلى حدودها وأن ترسل قواتها ودباباتها وجنودها إلى ثكناتهم. وأن ترسل دبلوماسييها إلى طاولة المفاوضات".

وبدوره، أدان المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير، نيكولاس دي ريفيير، الهجوم الروسي، وقال في إفادته خلال الجلسة: "قرار الرئيس الروسي بشن عملية عسكرية في دونباس بهدف تعجيز أوكرانيا عسكرياً يدلل على عدم اكتراث روسيا بالقانون الدولي والأمم المتحدة".

وأضاف: "الرئيس الروسي أطلق عمليته العسكرية بينما نجتمع هنا في القاعة. إن فرنسا سوف تنضم في عملية الإعداد لمشروع ندين فيه هذه الحرب وندعو كل الأعضاء إلى دعم مشروع القرار هذا كما ندعو روسيا إلى احترام القانون الدولي".

أما الصين، حليفة روسيا، فقدمت إحاطة لافتة للانتباه حيث لم تظهر دعمها لموسكو، بشكل مباشر، وناشدت جميع الأطراف المعنية بضبط النفس.

وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير تشانغ جون، إن "باب الحل السلمي للأزمة الأوكرانية لم يغلق بشكل كامل بعد".

وقال لأعضاء مجلس الأمن "قلنا من قبل أن الوضع معقد للغاية وأن ما نراه هو حصيلة العديد من العوامل والصين تحرص على سيادة كل الدول وسلامة أراضيها واحترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وأعرب السفير الصيني عن أمله في أن "تتصرف كافة الأطراف بعقلانية من أجل تسوية المسائل الخلافية على نحو مناسب وبشكل سلمي وعبر المفاوضات ومعالجة المشاغل الأمنية لدى كل طرف".

وأكد مندوبو الإمارات العربية المتحدة والهند والبرازيل وكينيا والجابون في كلماتهم على أهمية "الحوار ومركزية ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

وتبادل المندوبان الروسي فاسيلي نيبيزيا والأوكراني سيرغي كيسليتسيا كلمات غاضبة خلال الجلسة.

وقال السفير الأوكراني في إفادته لأعضاء المجلس: "فات وقت الدعوات للتهدئة.  لقد أعلن الرئيس الروسي الحرب. وتقع على هذا المجلس مسؤولية وقف الحرب".

وتوجه السفير الأوكراني مخاطبا نظيره الروسي "أيها السفير لا يوجد مطهر لمجرمي الحروب. إنهم يذهبون مباشرة إلى الجحيم".

وأضاف: "يجب وقف هذه الجلسة ومنح رئاستها إلى دولة أخرى تحترم ميثاق هذه المنظمة الدولية".

وتتولى روسيا حالياً الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري.

ورد السفير فاسيلي نيبيزيا "على كلمة المندوب الأوكراني قائلاً: "نحن لسنا معتدين على الشعب الأوكراني. نحن فقط ضد المجلس العسكري الحاكم في كييف".

وأضاف السفير الروسي: "ما يحدث الآن ليس حرباً.. ما يحدث حالياً يسمى عملية عسكرية في إقليم دونباس".

وهذه هي المرة الرابعة التي يجتمع فيها مجلس الأمن خلال الأسابيع الأخيرة لنقاش التطورات في أوكرانيا بالإضافة إلى اجتماع عقدته الجمعية العامة صباح الأربعاء بتوقيت نيويورك.