مصر: جدل واسع يواكب تظاهرات 28 نوفمبر

مصر: جدل واسع يواكب تظاهرات 28 نوفمبر

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
26 نوفمبر 2014
+ الخط -
حذّر عدد من النشطاء السياسيين من استغلال الحكم المصري دعوات التظاهر في 28 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تحت عنوان "ثورة الشباب المسلم"، للانقضاض على ما تبقى من هامشٍ لديمقراطية أو حرية.

واعتبر أحمد عبد الجواد، عضو المكتب السياسي لحزب "مصر القوية"، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، أن "الدرس الذي، ربما، أجمع الجميع على تعلّمه منذ الثورة، هو خطورة وخطأ الوقوع في كمائن العسكر وأفخاخهم".

وأضاف عبد الجواد: "مع احترامي لكل الداعين والمشاركين في هذا اليوم، من الخطأ التصوّر أن مثل هذه الدعوة، لها علاقة بالقضاء على الاستبداد في مصر، أو لها علاقة بالثورة من قريب أو بعيد". وتابع: "من حقك بالتأكيد رفع المطالب التي تراها من وجهة نظرك حقاً لك، ولكن تأكد أنك بمثل هذا الفعل في هذا التوقيت، تعزز فرص تواجد واستمرار السيسي ونظامه، وتأكد أيضاً أن المحور الأساسي الذي يضمن بقاء السيسي ويعزز قدره ومكانته لدى الغرب، ولدى قطاعات في الداخل، هو محور حصر صراعه مع التيار الإسلامي المتشدد".

ووجّه عضو "ائتلاف شباب الثورة" السابق، والقيادي في حركة "الاشتراكيين الثوريين"، خالد عبد الحميد، رسالة لكوادر الإخوان، قائلاً: "إن من يدير الجماعة، راهن منذ قيام الثورة على تحالفه مع السلفيين بكل أنواعهم وكل الفصائل الإسلامية. كما اختار معركة الهوية كرأس حربة، لخوض كل معاركه، حتى طريقة إدارة منصة رابعة واللعب على مشاعر المتعاطفين، وذلك منذ الاستفتاء على الدستور منذ مارس/آذار 2011 حتى الآن". وأضاف أن"استمرار قيادة الجماعة لاختيار معركة الهوية، سيجعلكم تموتون وتسجنون بلا فائدة".

ولم تتوقف الملاحظات على الدعوة عند خصوم الجماعة السياسيين فقط، ولكنها امتدت أيضاً إلى داخل الصف "الإخواني"، بعد أن حذّر الناشط الإخواني، عبد الله الكريوني، من تلك الدعوات، قائلاً إن "هناك حراكاً وتململاً في الشارع المصري بأطيافه الواسعة، بدت ملامحه تتزايد في الفترات الأخيرة، بسبب الفشل الاقتصادي تحديداً، ومن المتوقع انفجار المشهد في أي وقت". وأوضح أنه "لا توجد بدائل عند النظام الموجود لمواجهة هذا الحراك إلا القمع". وشدد على أن "أي حراك بناء على رايات طائفية أو فصائلية، سيساعد النظام في مهمته، بل سيخرج منتصراً من هذا الحراك حتى".

في المقابل، أثنى القيادي في "الحزب الإسلامي" وتنظيم "الجهاد المصري"، الموجود خارج مصر، محمد الغزلاني، على جماعة "الإخوان المسلمين"، وموقفها من الترحيب بالدعوة لـ"الثورة الإسلامية". ورأى أن "الإخوان المسلمين يسطّرون صفحات العز والكرامة بدعمهم انتفاضة الشباب المسلم، بعد أن خذلتنا كيانات وشخصيات كبيرة كنّا نظن أنها مع معركة الهوية".

من جهتها، دعت "الجبهة السلفية" صاحبة الدعوة في بيانٍ لها، إلى أن "تخرج مصر كلها، وكل من تضامن مع انتفاضة الشباب المسلم، في أولى فعالياتها في مليونية صلاة الفجر يوم الجمعة 28 نوفمبر/تشرين الثاني، كل في مسجده ومنطقته، طلباً لنصر الله، استعداداً للخروج العظيم من جميع مساجد مصر، بعد صلاة الجمعة، من أجل إعلاء الهوية ورفض التبعية وإسقاط الأنظمة العسكرية".

وقد أثار تثمين جماعة "الإخوان المسلمين"، أحد مكوّنات "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، دعوة التظاهر جدلاً واسعاً بين عدد من شباب الجماعة ونشطاء من خارجها، وجدوا في الدعوة ما يهدد مساعي الاصطفاف الوطني، بحلول الذكرى السنوية الرابعة لثورة 25 يناير/كانون الثاني.

وكتب أحد شباب الجماعة البارزين، أحمد عقيل، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك": "عيش حرية كرامة إنسانية عدالة اجتماعية كانت مبادئ الثورة المصرية، التي جمعت الشعب المصري باختلاف طوائفه. ولن يستطيع الشعب التمسك بهويته أو استقلاله الوطني إلا إذا نال حريته وتمتع بكرامته، نريد أن نتحد على المبادئ الأساسية التي تحقق تطلعات الشعب".

وكانت الجماعة قد أوضحت، في بيان أصدرته، الأحد الماضي، أن "تثمينها للدعوة جاء حفاظاً على هوية الأمة التي ناضل الشعب المصري، والإخوان جزءٌ منه، من أجلها". ووصفتها بـ"الموجة الجديدة للثورة". بدورها تساءلت عضو جبهة "طريق الثورة"، التي تضم عدداً من حركات الاحتجاج الشبابية، جيهان شعبان، باستنكار "يا رب هنلاقيها منين ولا منين؟ رشقوا بينا في حيطة ومفيش فايدة مش عاوزين يدونا أي فرصة للخلاص".

في المقابل، قال أحد شباب الجماعة، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن "وقت الدعوة للتظاهر من أجل الهوية، قد يكون غير مناسب في ظل الظرف السياسي الراهن". لكنه أكد، في الوقت نفسه، أن "الجماعة لم تكن صاحبة دعوة التظاهر من أجل الهوية من البداية، ولم يكن من الممكن تجاهلها، باعتبارها أكبر الجماعات الإسلامية في المنطقة". وعزز الناشط الشاب وجهة نظره، قائلاً إن "الجماعة أكدت في بيانها على تمسكها بتحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".

من جهته، رأى الخبير في مركز "الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، سامح راشد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "أي تحرك سياسي أو ثوري يتخذ طابعاً إسلامياً أو يتصدره طرف إسلامي، سواء كان الإخوان أو غيرهم، لن يحظى بإجماع القوى السياسية والثورية، وأقصد هنا الأحزاب التي تسمي نفسها مدنية وغيرها من الحركات الاحتجاجية، مما يؤخر تحقيق الاصطفاف بطبيعة الحال".

ولفت إلى أنه "ليس مع التحرك الفردي أو الأحادي، خصوصاً عندما تكون الأطراف القليلة، التي رحبت بالدعوة، الأكثر ارتباطاً بالإخوان، مما يُعزز ما ردده البعض أن تحركات هذه القوى في السابق كانت مدفوعة من الإخوان".

ورأى أنه "من أجل أن تؤتي التحركات الثورية ثمارها وتحقق نتائجها، يجب أن تكون بالتنسيق مع كل القوى، لكن في ظل الانقسام بين القوى والقمع الأمني الذي يُمارس ضدها، فإن أي تحرك يخدم الثورة مشكور". واعتبر أن "ميزة رفع المصاحف، وهو رمز ديني يحظى بإجماع كل المصريين على اختلاف توجهاتهم، سيكون الأهم في هذه التظاهرات، لأنه يكسر احتكار السلطة الحالية الدين واتهام من يعارضها بأنهم إرهابيون".

وعن توقعاته لتعامل أجهزة الأمن مع المتظاهرين، لا سيما بعد تحول الميادين الرئيسية في القاهرة إلى ثكنات وانتشار الآليات العسكرية في الشوارع، قال راشد: "كلما زادت أعداد المتظاهرين، تصاعد العنف". وأكمل: "إلا أنني أتوقع عدم تجاوب المواطنين العاديين مع الدعوة وعدم نزولهم بأعداد كبيرة، فالحشد والاستنفار الأمني سيكون له عامل في تحجيم تلك التظاهرات".

ذات صلة

الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.

المساهمون