الطفلة المقيدة نهلة العثمان تفارق الحياة شمالي سورية

الطفلة المقيدة نهلة العثمان تفارق الحياة شمالي سورية 

06 مايو 2021
الطفلة نهلة ظلت مقيدة بالسلاسل لمدة 5 أشهر (العربي الجديد)
+ الخط -

توفيت الطفلة  نهلة العثمان، التي لم تتجاوز السابعة من العمر، في ظروف مأساوية كانت تعيشها في مخيم فرج الله إلى الشمال من بلدة كللي في ريف إدلب شمالي غرب سورية، بعدما عمد والدها إلى تكبيلها بالسلاسل الحديدية لأشهر عدة، وتسببت وفاتها بصدمة حقيقية.

وأوضح مركز كللي الإعلامي أنّ الطفلة نهلة ماتت بعدما كبّلها والدها بسلسلة حديدية. وبقيت الطفلة على هذا الحال لأشهر عدة في المخيم، موضحاً أنها عانت قبل وفاتها من الجوع والعطش والتهاب في الكبد، بالإضافة إلى أمراض أخرى نتيجة ظروف الحياة القاسية التي كانت تعيشها.

وأشار تقرير مستشفى "مدينة للأمومة والطفولة" إلى أن الطفلة كانت تعاني من ثبوط في الجهاز العصبي المركزي، ما أدى إلى انخفاض معدل التنفس لديها، وقد توفيت رغم محاولة إنعاشها. وتواصل "العربي الجديد" مع المكتب الإعلامي للمستشفى الذي أكد أن شقيقة الطفلة أشارت إلى أن الصغيرة كانت تعاني من مرض عصبي.

ويوضح مصدر محلي لـ "العربي الجديد" أنّ والد الطفلة عصام عبد القادر  عثمان هو عنصر في هيئة تحرير الشام، وقد بقيت معه نهلة بعد طلاق والدتها، وقد كبلت بسلسلة حديدية لمدة 5 أشهر، إذ كان والدها يعاملها معاملة سيئة. وأرجع المصدر نفسه تكتم أهالي المخيم على تكبيل الطفلة إلى "الخوف من ردود أفعال انتقامية قد يلجأ إليها والدها. وبعد الحادثة، أوقف والد الطفلة على ذمة التحقيق وفقا لقائد شرطة سرمدا المعتز بالله سليمان". يشار إلى أن جهاز الشرطة يعمل تحت مظلة حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام.

ويؤكد المصدر ذاته أن التهديدات منعت جهات مسؤولة في المخيم من الإدلاء بأية تفاصيل حول الطفلة، خصوصاً بعد نشر صورة لها وهي مكبلة بسلسلة حديدية، وصورة أخرى بعد وفاتها.

من جهته، يقول المدرّس أمين أبو أحمد، لـ "العربي الجديد"، إن الأطفال ما زالوا في دائرة الاستهداف الأولى. يضيف: "قصة الطفلة نهلة تثير الحزن. وحتى لو كانت تعاني من مرض عصبي أو غيره قبل الوفاة، فهذا يضع على والدها وبقية أفراد عائلتها مسؤولية أكبر، بدلاً من  تكبيلها بالسلاسل لتصل إلى هذه الحالة المزرية".ويعتبر كل من رأى حالة الطفلة في المخيم "شريكا في الجريمة بحقها".

وقتل نحو 30 ألف طفل، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ مارس/ آذار 2011 وحتى أواخر عام 2020. وصنفت سورية من بين البلدان الخطرة على حياة الأطفال. وأكدت منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية في تقرير صدر عنها بتاريخ 29 إبريل/ نيسان الماضي أن محاولات الانتحار لدى الأطفال في شمال غرب سورية بلغت مستويات مخيفة، وقدرت بعشرين في المائة (دون سن الثامنة)، الأمر الذي يدل على خطورة واقع الأطفال في سورية على وجه العموم وفي مناطق الشمال الغربي  على وجه الخصوص.

المساهمون