باريس تحاول إحصاء مشرديها في "ليلة تضامن"

باريس تحاول إحصاء مشرديها في "ليلة تضامن"

16 فبراير 2018
إحصاء المشردين في باريس (جيرارد جولين/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت العاصمة الفرنسية باريس "ليلة تضامن" مع المشردين، أمس الخميس، قام خلالها أكثر من 1700 متطوع، بينهم 300 من موظفي البلدية، وممثلي جمعيات إنسانية وإغاثية، بحملة لإحصاء المشردين في العاصمة، بمبادرة من رئيسة البلدية، آن هيدالغو.

ولأن العاصمة واسعة، كان تواجد هؤلاء يختلف كثافة من منطقة إلى أخرى، كما أن هويتهم تباينت بين فرنسيين ومهاجرين، ما جعل الليلة مليئة بالمفاجآت، خاصة وأنها تأتي في أعقاب وعدٍ قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإيواء كل مشرّدي فرنسا قبل نهاية 2017ً، وهو وعدٌ اعترف مؤخراً بفشله في تحقيقه.

وانطلقت المبادرة في إطار طلب وزير الداخلية من الأمن إحصاء أعداد المشردين بهدف معالجة الظاهرة. كما عمد مسؤولو بلدية باريس إلى معرفة هويات المشردين وحاجياتهم بطريقة مغايرة للخدمات الاجتماعية التي تهتم بشؤونهم، ومن بينها الرقم الهاتفي الذي يُعنى بالمشردين.

ويأتي الاهتمام الرسمي بالمشردين في ظل تعرضهم لمعاملة قاسية واعتداءات من بعض المواطنين، والكشف عن وفاة عدد منهم بسبب الأمراض والبرد القارس. وسجلت جمعية "موت الشارع"، أكثرَ من 12 حالة وفاة في باريس وحدها خلال 2018.

ورغم الجهد الذي بذله المتطوعون في العاصمة، والذين جابوا مسافة 1500 كيلومتر حسب تقدير البلدية، إلا أنه لم يكن كافياً لتحديد عدد المشردين. فالبَونُ شاسعٌ بين تصريح سكرتير الدولة لشؤون الإسكان، جوليان دينورماندي، الذي تحدث عن عدد لا يتجاوز خمسين شخصاً في العاصمة، وبين تقديرات الجمعيات التي تتحدث عن أرقام تتراوح بين 3000 إلى 4000 شخص.

وشهدت فرنسا مؤخراً سجالاً حادّاً بعد اتهامات للحكومة بالتهوين من عدد المشردين، رداً على تصريحات نواب حركة الرئيس ماكرون، وخصوصاً نائب باريس، سيلفان مايّار، الذي اعتبر أن "المشردين اختاروا النوم في الشارع".

دلالات

المساهمون