مشفى القلب التخصصي في إدلب... متنفس السوريين الطبي

مشفى القلب التخصصي في إدلب... متنفس السوريين الطبي

09 سبتمبر 2018
بارقة أمل للمرضى (Getty)
+ الخط -
11 عملية قلب شهدها مستشفى القلب التخصصي في مدينة إدلب السورية، منذ افتتاحه قبل نحو شهر تقريباً، والذي يعتبر بمثابة نقطة ارتكاز لمعالجة مرضى القلب في الشمال السوري، خصوصاً أنه يُدار من قبل أطباء واختصاصيين سوريين ذوي خبرة ومهارة عالية.

وافتتاح هذا المستشفى خطوة جريئة ومليئة بالتحديات في إدلب، التي تجرّع أهلها مرارة غارات الطائرات وقسوة الصواريخ الروسية العابرة للقارات التي دمرت المشافي والمدارس ومراكز الدفاع المدني.

وفي السياق يقول الطبيب عمرو أبو محمد لـ"العربي الجديد"، إنّ "انطلاق مشفى المجد التخصصي في إدلب فكرة بناءة وخطوة جديدة في تطور العمل الطبي في المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة نظام الأسد"، لافتاً إلى أنه في إدلب تحديداً لم يكن هناك اهتمام بالوضع الطبي وخدماته من قبل النظام سابقاً، وكان يتعامل معه بكثير من الإهمال، ما أدى لتدني الخدمات بشكل كبير".

ويتابع الطبيب موضحاً: "عدد الأسرّة في المشفى والمجهزة للعناية المركزة هو خمسة عشر سريراً، فضلاً عن ثلاثة أسرة مخصصة للعناية المتوسطة والمتابعة، مع توفر أجهزة ممتازة تم استيرادها مع جهود كبيرة من القائمين على المشفى، والشيء الأهم أن التركيز في المشفى التخصصي على المرضى في الشمال السوري كنقطة أولى، مع استقطاب الأطباء ذوي الخبرة في الدرجة الثانية، كما أنه لدينا أطباء من ذوي الخبرة العالية والعالمية في هذا المجال".

من جهتها، لا تخفي سناء عمران (50 عاماً) فرحتها بتدشين مستشفى خاص بمرضى القلب، وتقول لـ"العربي الجديد"، إنها أجرت منذ خمسة عشر عاماً عملية جراحية بإحدى المشافي التخصصية بمدينة دمشق، ومن ثم أصبحت تتردد على محافظة حماة، حيث ازدادت الظروف صعوبة، فلم تعد قادرة على متابعة العلاج، ومنذ مدة أبلغها الطبيب أنها بحاجة لتدخل جراحي جديد، مشيرة إلى الخيار الأمثل لها هو التوجه إلى تركيا، أو محاولة العودة لمدينة دمشق لإجراء فحوصات ضرورية لها لأن نسبة حاجتها لعمل جراحي جديد تتجاوز الـ80 في المائة".

وتقول الخمسينية: "لديّ حصى في المرارة تتسبب لي بمشاكل كبيرة، فضلاً عن حاجتي لعمل جراحي في القلب أو عملية "قسطرة"، لكنني أتخوف من الدخول إلى تركيا أو الذهاب إلى دمشق، كوني قد لا أعرف الأطباء وهذا أمر مهم بالنسبة لي، لأن قريبي يرشدني لمن يملك الخبرة الكافية، وعند انتشار الخبر عن قرب افتتاح المشفى الشهر الماضي، سألت كثيراً عنه وعلمت أن الأطباء العاملين والقائمين عليه يمكن الثقة بهم وهم من ذوي الكفاءة، ولهذا قررت الانتظار حتى افتتاحه لأجري الفحوصات والمعاينات اللازمة، التي على ضوئها أعرف موعد العملية ونسبة النجاح فيها ومدى خطورتها".

وتشير إلى أنّ الكلفة التي ستدفعها يستحقها الأطباء بجدارة كونهم بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل معالجة الجرحى والمصابين، وستشعر بالندم فعلاً في حال ذهبت إلى دمشق وعادت التكلفة لأطباء يعملون تحت رعاية النظام، موضحة أنها لن تتراجع عن قرارها.

وبالنسبة لمريض القلب ضياء عبد الرحمن (58 عاماً) فيوضح أنه قد يتاح له الدخول إلى تركيا وإجراء فحوصات وعملية جراحية، لكنه متخوف حقاً، لأن أحد أصدقائه توفي مباشرة العام الماضي بمدينة غازي عنتاب بعد عملية قلب مفتوح أجراها بمشفى حكومي، حيث العمل الجراحي والمراجعات مجانية للسوريين.


ويردف عبد الرحمن: "كنت على تواصل دائم مع صديقي، وعلمت أنه خضع لعملية جراحية على يد أطباء لا يملكون الخبرة الطويلة والكافية في المجال، فمن المعلوم أن العمل الطبي يرتكز على الخبرة بالدرجة الأولى والكفاءة بالدرجة الثانية، فخياري سيكون المشفى التخصصي هنا كوني أستطيع التفاهم مع الأطباء وأعلم منهم كل التفاصيل حول حالتي الصحية".

المساهمون